.مع صديقي، الشاعر قزحَيَّا ساسين، نفتح نافذة الطفولة على امتداد وادي قنّوبين كروح تُطِلُّ على سرّها الأول ونضيع معاً في بساتين الجمال وصحاري النضال عند كبيرنا السبعلاني
تَتوه نفوسُنا في ساحة ضيعة ألهَمَها “العَرَقْ” وَضعَ تمثالٍ رومانيٍّ هِلْلِيني، “تمثال الشيطان”، شرق كنيسة شهيد مسيحيّ من العصر نفسه… وهذا من الأعراض الجانبية غير القاتلة ل“المْثَلَّثْ” و “المْرَبَّعْ”أحياناً
…صاغ قزحيّا شعرَه من صخر الوادي، وتلوّنت قصائده بعبق بخوره، وانسحرت تفعيلاته بجلبة نهر قاديشا حين الماءَ يعزفُ أوتارَ الذاكرة
يجمعنا ابداً، وإن فرّقنا المكان، حبّ تراب قريته المجبول بثرى أحبابٍ لنا ذهبوا وما ذَهَبت فينا وزناتهم
قبلتنا “السيّدة” المتكئَة بقلقً على حافّة “ضهر الشير”، تقطر حنايا جدرانها “يا مريم البِكر فُقت“ فتصول وتجول في شعاب ذاكرتنا، وعيها ولا وعيها
يحضرنا، آناً وماضيأ، نسّاك مغاورها، وضنك أجدادنا
دفعوا أثمان حرّية فكر ومعتقد، وما نزال
قصيدته “عَمْ يِنْقَصْ الرِّجَّال” وقعت كملحٍ على عمقِ جرحٍ غائر في من ابوا أن يخرج الوطن من حرب ليدخل في احتلال
عبّرَ قزحيّا فيها، بلسان عربي يَقْطُر سِريانِيَّةً غير عجماء والأصلُ واحد، عن قرفِ كلّ لبنانيّ حرّ كان وما يزال
قصيدة تَحْضر بلا استِئذان حين تَطِلُّ عليك الوجوه الكالحة نفسها لِتَتَصّدَّر الحَيِّزَ العامّ
حالة بلاد تختصر بما تعنيه “بيروح عاشق بيجينا مشتاق” بالعاميّة اللبنانيّة
جوع عتيق ودنس دائم
قصيدة دارت قصاصتها كمنشورات الأحزاب الممنوعة في الديكتاتوريّات المزيَّنة بالأوسمة والميداليّات وخواء الشعوب
جاءَت، لمن عاش تلك الازمان الديجوريّة، إعلان حرب مفتوحة
هي صَوتٌ صارخٌ في برِّية قُحطٍ سياسيّ وأخلاقيّ، زمن رفاقٍ يتساقطون كورق تشرين مرة تحت سوط أورْويل ومرّات تحت إغراءات هوكسْلي… وبئس ذاك الزمان
تعصرنا القصيدة لكنّ قزحيّا يبقي باب الرجاء مفتوحاً ولو من ثُقْبِ صَدْفَة “موريكس” فنأمل وإن لم نتَّفِق على “الوْلاد بِالصَدَفْ” معه
لكن ذلك يحتاج الى حوار، مع “سِبْعَليّ” هذا العصر، ينتظر الصُدَفَ
********************************************************
بِينقال إنّو هَون
كان الحرير لـ عَ الحلى بِردانْ
بِردانْ… بِدّو اللون
واللون هجّ من الدّني… مْن زْمان
راح ولِطي بالبحرْ… تا ما يِنعَرَف
ربَّى وْلادو بالصَّدَفْ!
بِيِنْقال إنّو هَونْ كَمْ صِيّاد
سِمْعو صَريخْ وْلادْ
وْلادْ تَحْتْ المَيّ عَمْ بيصَرّْخوا
وْلادْ تَحْتْ المَيّْ… كيفْ بِيفَرّخوا!
شي إيدَيُن عَالصوتْ مَدّو… تْلَطَّخو
صارو حُمْرْ… مين لْ جَرَحْ لْ وْلادْ؟
مِشْ جُرْحْ… لا مِشْ جُرْحْ… عِيِّد يا حَريرْ
عَ صَدْرْ بِنْتْ المَلِكْ
تْدَفَّى ودَفِّي.. و عَ البشر عَلِّي السْرير
كانْ اللوْنْ بِالبَحْرْ ما شافو السَّمَكْ
في هَوْنْ كَمْ صِيَّادْ
عَالشَطّْ وقْفو… عَيَّطولو لِلمَلَكْ
والوَقْتْ شايِفْ آخرو مِنْ أَوَّلو
إِخدو السَمَك لِ ولادُن… وقالو إِلو
هودي لِنا… وفي هَوْنْ كَمْ صَدفِه إلَكْ
*****
بِيِنْقال إِنّو هَونْ
بالوَقْتْ يَلِّي كان
قَلْبْ الصَخْرْ عِطشان
لَ خَصْرْ كِلمِه يرَقّْصو إِزميل
لْ إْزميل تاكي جانحو… ودِبلان
عَ جْرَين لِ تْمَاسيل
ومَشْغولْ بالو مشَوْشَرْ الإِنْسان
مَوْجوعْ بَدّو يْقولْ
لَ شي حَدا بالو بأَيشْ مَشْغولْ
لِ بِيعزّْبو أخرَس… وعِندو لسان
تْشَرقِطْ بِبالو مِيِّة فِكرَه مْلَوَّنِه
كِلّْ ما بإِيدو يْشَرْقِط الصُوَّانْ
قَريبِه وعَمْ تِبعَدْ بلا لْ كِلْمِه الدِّني
خضرا وعَمْ تُهرُبْ مِنا الغِزْلان
لِ بيعزّْبو… مْفَتَّحْ عيونو عَ الحَلا
حامِلْ بإيدَيْه السَما… وْمِشْ طايِلا
وغَيرْ الحلا شو موَّجَعْ العِميان
بِيِنْقالْ إِنّو هَونْ في رِجّال
وْكانو لِ بيحبّو قلال
تْوَلَّعْ بهَونيكي مَرا… وتا يِرضِيا
مِن بَعْدْ ما طال القَمَرْ
وْنَزَّلو بهالجُرْدْ
نَسمِة دَفا… نَسمِة تْنَفْنِفْ بَرد
وشي ألفْ مرَّه يِفلَتْ… يقول انْكَسَر
تْولََّع بهَونيكي مَرا… وتا يْرْضِيا
ع َ قَدْ ما توَلَّع فِيا
عَن رِمشْ عينا شالْ
نِتْفِةْ كِحِلْ… خَربَشْ عَ صَدْرو وْقال
هيدي لْ بْحِبِّكْ شو فِيا
عْيونِكْ المَبلولِه عَتَبْ
أَوَّلْ عْيونْ بْهالدِني بْتْهَجِّيا
وْمِن يَومتا لْ جْروحْ صَارِت تِنْكَتَبْ
وْمِنْ يَوْمِتا ضَلّو لْ بِحِبّْو قْلال
وْمِنْ يَوْمِتا عَمْ يِنْقَصْ الرِّجّْالْ
*****
يا لْتاركِنْلَكْ عيدْ
وْأَرْبَع خَمْسْ كِلْمات لِلْتِمْجيد
“إِنْتِه الشِّراعْ لْ قال يا مْوَاج أْغْضَبي
إِنْتِه القَصيدِة قَبْل ما يدوقا الحِبر
وقبل الحِبر ما يْصير عَ لَوْنْ البَحْرْ
إِنْتِه البَحْرْ مَمْدودْ بْعَبايِة نَبي” ه
يا لْتاركِنْلَكْ عيدْ
وْبيحَوْرْبو: “لبنان
“مين قَدّو… الحَرْفْ والإِنْسان
وْهِنِّه زْغارْ… زْغارْ
لْ بْيِشْتْرو الزَقْفِه
وْمِتْلْ السَّوَاقي ما إِلُنْ وَقْفِه
هِنِّه زْغار… زْغار
قَدْ الغَفا لْ بِتْغافْلُو دَعْسِةْ حِلِمْ
قَدّْ الْقَفَصْ لِ بْيِحْمْلُو جانِحْ كَنارْ
قَدّْ الحَرَامِي لْ صارعَ دَيْه العَتِم
وْدَقّْ وِجّو الأَسْوَدْ، بْوِجّْ النّْهار
*****
يا لْتاركِنْلَكْ عيدْ
وْبيحَوْرْبو: “لبنان
مين قَدّو… الحَرْفْ والإِنْسان”
عَ المَحْكَمِه أَخْدو الحََرْفْ عِرْيان
بِالحَبْسْ ما لِقيو إِلو مَطْرَحْ
بِ الغِمْد حَبْسُه كان
تا يَضَلّْ يِتْجَرَّحْ
وفي جِفْنْ عَ عْلالي الحَكي عَرْبَشِ
تا يْراقِب الكِلماتْ
شو ناَقلِه هْمومْ وتَعَبْ
شو مْحَمِّلِه نَقْمِه وغَضَبْ
شو آخْدِه عَ جْوانِحا هَمْساتْ
في جِفْنْ عَ عْلالي الحَكي عَرْبَشْ
وْمِتْلْ صَنْدوقْ الحَشيشِه وْالجِيابْ
صارْ الكْتابْ
صارْ الوَرَقْ والحِبْرْ يِتْنَبَّشْ
يا لْتاركِنْلَكْ عيدْ
مْسَـمَّرْ إِنِتْ عَالجوعْ
وْالجوعْ عَمْ يِرْبى
بِلَحْمَك… بِصَدْرْ الجِرْحْ لِ مْخَبَّى
بِجْبينَكْ الموجوع
هَلْ أَكْبَرْ مْن التَّاجْ… ما بَدُّو
تِيجان…هُوِّي بْيِعْمِلُن وَحْدو
الحْصَّادْ ما بْعَيْنُو سَنابِلْ باقْيِه
لِلْطََّيْرْ مِنْ بَعْدو
وْالنَّهْر ما بْيوقَفْ بْيِنْطُرْ ساقْيِه
تا تْنامْ عَ زِنْدو
جْبينَكْ عِلي عَ التَّاجْ…عَ كِلّْ الحَكي
لِ بْيِمْرُقْ بْمِغْزالْ
كِزْبِه عَتيقَة لفََّقا دِجَّالْ
“إِنْتي النَبي… والأرضْ قِصَّه مْشَربَكِه
وْعِرقان صَوتَكْ كِترْ ما قَدَّفْ فِيا” ه
مَعْقولْ قَبْلَكْ هَيْكْ كانو الأنْبِيا
وَيْنَا العَصا اللّي البَحر ما بْيعصى عليا
لَوْ قَالْ موسى لْوَيْنْ يا مْواجْ إْبْرِكي
وَينا العًصا لِ بْتِكْسِرْ عْنادْ المَواجْ
وْكِرْباجْ إِبْنْ الناصرَه… لْ عَمْ تِشْتِكي
مِنْ التَّاجِر لْ سايِق قَطيعْ نْعاجْ
جْبينْ لِ بيِقلُّو “لأ” حَقّو تاجْ
تْكَبَّرْ بَعْدْ لا تِقْبَلو لْ ها التّاجْ
وْهالناصْرَه لْ مَشْلُولْ عَ بوابا الحَكِي
حَلّو بِحِلْما يُمْرُق الكِرباجْ
*****
يا لْتاركِنْلَكْ عيدْ
مارِق نَعِشْ والحاملينْ كْتار
عَ رَهْجِة الزّينِة حِلي وبَيَّنْ عَرْشْ
وْالحامْلينْ كْتار
شي مِنُنْ عْمْيانْ… شي مِنهُنْ طِرْشْ
وْكِلُُّنْ بَلا إِيدَيْنْ
وْما بْيَعرْفوا لََوَيْنْ
بِدُّن يِْصالو وعَم يْدورو بِهالنَعِشْ
مارِقْ نَعِشْ والحاملينْ كْتار
إِيدَيُن بِالنَعْشْ… صُفْرْ… مْقَطَّْشينْ
مِدْري بِأَيشُنْ حامْلينْ
وْعِينَيُنْ بِالنَعْشْ…وْمِشْ قاشْعينْ
وْبيدَفْشوا تا يْطَوْلو المِشْوارْ
قَرِّبْ مَعي تا نْخَبِّرُنْ شو صارْ
هَلْ عَم يْدورو بْنَعْشُنْ وْمِشْ عارْفينْ
*****
مارِق نَعِشْ مِشْ سايْعو نَعْشْ الخَشَبْ
أسوَدْ مِتْلْ لْ غْرابْ، مِشْ مِتْلْ العِنَبْ
بَدّو الدِني مِنْ خِرْمْ إِبرِه نِقْشَعا
وَحْدوِ الجَرَدْ يِقْطُفْ تْرابا ويِزْرَعا
يْعَرِّي القَصَبْ مِن بَحْتو … يْغِصّْ القَصَبْ
وَحْدو الجَرَدْ ما يْموتْ
يْدَهِّبْ نْيابو… يِلْبِسْ اليَاقُوتْ
وْالشَّمْسْ تِشْحَدْ تَحْتْ قَرْميدْ الدَّهَبْ
قَرِّبْ دَخيلَكْ ما بَقا بِْدْنا عْيادْ
وْهَلْمَيْتينْ إنْ ما قْدِرْنا نْطََلِّعُن
مِن هالجَنازِه… ما بْيِنْفَعْنا العْنادْ
بْيِهْوي عَلََيْنا النّعْش… وْمنِحْمِلْ مَعُنْ
وْهَلْمَيْتينْ إنْ ما قْدِرْنا نْرَجِعُنْ
هوْدي الْلّي صاروا زْبِيبْ
مْخَلْخَلْ… ما رَحْ يِرجَع عَ لِعْناقيدْ
في وْلاد…في عْناقيد عَ أمُّنْ جْدادْ
قَرِّبْ مَعي تا نِسرُقُن سِرْقَه
نْحُطُّّن بْلِ حْكايِه
بِصَدْفِة الحِبْرْ… وشو البَحْر؟ وَرْقَه
بُكْرَه بيصيرو لِلْدِنِي لْقَايِه
شي يِطِلْ عَ بَحْر الحِبِرْ صَيّادْ
وتَحْت البَحِر… يِسمَع صَريخْ وْلاد





